الجمعة، 5 يونيو 2020

بعض من حقيقة.. (1) هل نحيا وحدنا في هذا العالم؟

هذه ليست رواية طويلة..
او حقيقة مطلقة..
او خيال جامح..
تلك السطور تحتوي علي بعض من حقيقة..
نتأملها..
نتذكرها..
تتعلق بداخلنا.. رموز.. حقائق.. افكار.. احلام.. و لكن..
ننساها في (طاحونة) ساعات اليوم..
لكن (ياسين) لديه خطط و اراء أخري..
بعد ماكان مجرد انسان عادي..
آن له ان يري كل شيء بمنظور آخر..
منظور به بعض..
من حقيقة..
***
   اسمي هو (ياسين محمد شريف) وغالبا ما يدعونني المقربين بـ(سيمبا).. وتعود تلك التسمية كما ترون لشخصية الاسد الملك.. و هي لا تمت لي بأي صلة.. فأنا أكره العنف لأكثر درجة.. ولكني عاشق للأفلام البوليسية و الاكشن علي الرغم من ذلك.. شخصيتي كما تروها بها التناقضات العادية كما في هي حياة اي شخص عادي.. انتم تعرفون ما اقصد..! اتكلم عن هؤلاء الذين يحبون الكلام.. و يحبذون الصمت.. اولئك الذين يعشقون السهر و النوم..! اولائك الذين يعشقون الحياة بطموحاتها و جنونها وفي نفس الوقت أكثرهم كآبه.. لست وسيما ولست قبيحا.. انا مثال للرجل العادي في كل شيء.. من أسرة متوسطة كما هو حال الاسر المصرية.. قد نبيت دون عشاء يوما.. وقد نمتلك سيارة ليست بفارهه ولكنها ليست بالـ(خردة) كذلك.. انتم تعرفون ما اقصد ببساطه (الستر) هو عنوان بيتنا جليا.. علي كل حال.. كان روتين حياتي الممل هو كما هو.. بلا حبيبة بلا صديق مقرب.. كل اصدقائي في خانه واحدة تقريبا.. عدا (عمر السيوطي) ذلك الشاب الأسمر الوسيم ذو العينان البنيتان ويمتلك كما هو واضح لقب عائلة (غريب).. استطاع (عمر) ان يملأ خانه اخري هي اقرب لقلبي من الجميع تقريباً.. هو لا يملائها ببراعه ولكنه علي الأقل اوجدها.. حياتي تستطيع ان توصفها خلال سطرين.. سباق نحو لقمة العيش ومحاولة البحث الفاشلة مثل باقي جنسي من الذكور في إيجاد الزوجة المثالية ورضا الاهل و الوطن و النوم بسلام..! اما عن كل حياتي وتفاصيلها يشاركني فيها الكثيرون حول العالم بل قد يكونوا الملايين او أكثر..! حتي جاء ذلك اليوم..
انا اعمل في بنك له فروع كثيرة في (مصر) كلها..  لست محبذا ذكر اسم البنك.. لكن يكفي ان تعرف انه بنك حكومي..! و بذلك تكون قد كونت بنفسك نظرة سريعه عن حالي وانا اعمل كممثل لخدمة العملاء يوميا و ما اواجه.. كنت متحمس للغاية في فترة التدريب.. حتي مللت.. ثم عشقت الملل.. ثم مللت عن عشق لهذا الملل.. ثم اصبحت كالآله.. الابتسامه ويا (فندم) و(حضرتك) لم تعد تنبع من قلبي و إنما هي تعرف الطريق جيدا للخروج من بين شفتاي جيدا.. و اصبحت اجيد ما تجيده النسوة تقريبا.. وهو عمل شيئين في نفس الوقت.. النظر في عين العميل و التحدث معه عن سياسات البنك و في نفس الوقت التفكير اللاواعي في كل الامور.. وعندما اقول كل الامور فأنا اعنيها حقا.. فأنا من من تراهم يعشقون كل التفاصيل و تتعلق بأذانهم الاصوات و العبارات و غيرها.. فعندما اقول كل التفاصيل لا استثني عن ذلك التفاصيل التافهه التي اعيشها..
اعيش مع ابي وامي و اخت واحدة.. لي غرفتي والتي من المفترض انها عالمي المستقل ولكني في ذات الوقت اعيش بداخل (مونيتور) الكمبيوتر الخاص بي.. اتصفح العالم علي سريري.. اقرأ كثيرا ما يعجبني فقط.. اتحدث و ابحث في امور كثيرة مستخدما مصباح علاء الدين بالنسبة لي الا و هو (الانترنت) الذي لا اعرف كيف كان القوم يعيشون حياتهم من دونه.. حقا لا ادري..!
اما عن باقي تفاصيل حياتي و صفاتي فستجدها اكيد عندما تتطالع الكثير من هذه السطور.. لك ان تعرف الان فقط ان (عمر) يعمل حاليا كرائد بنقطة ما في الاسكندرية.. مدينتي التي اعشقها في كل حرف.. و كل اسكندراني يعرف ما اقصد.. نجن كما نقول كالـ(سمك) نموت ان لم نحيا و نتجول علي ارضها.. وفي يوم من الأيام هاتفني (عمر) يخبرني في مرح كعادته انه اشتاق لجلستنا العادية التي لانفعل فيها اي شئ تقريبا.. الا ان كل ما زاد عن عاداتنا و نحن صغار بالمرحلة الثانوية هي ان (عمر) يعمل بالشرطه وهذا اصبح متجليا في كل تعاملاته.. مع العابرين حتي في الطريق.. وانا كعادتي لا اتذمر ولا تظهر مني سعادة لذلك.. (العادي) هو طبعي..
اتفقت انا و (عمر) ان نذهب الي احد المقاهي في (سيدي جابر) لنحتسي بعض الذكريات وبعض الخطط المستقبليه التي تحمل في طياتها العشرون سنة القادمة.. و حينما كنا نتكلم سألني (عمر) في إهتمام:
- قولي يا (ياسين).. هو ينفع واحد يبقي معاه كده كارت (سيريال) ياخد فلوس من اي ماكينة  (atm) بسهولة كده من غير ما تتسجل معاملاتك علي اي  بنك؟
- لا طبعا.. لازم تكون مدون عليها البنك و لما يسحب.. يسحب من حسابه سواء دائن او مدين لكن مفيش حاجة اسمها (سيريال) دي اصلا !
- يعني مينفعش يكون متصل بالبنك المركزي مباشرة؟
- بص يا (عمر) فيه حاجات بتبقي سهله حتي للعامة يعني اللي زيك كده! ان البنك المركزي مش بيتعامل مع حد او شركة او اي حاجة هو بيتعامل مع بنوك وبس.. يعني مفيش حد بيوح يفتح حساب في البنك المركزي مثلا !
- ما انا عارف يا (ياسين) المعلومة دي بس هي الفكرة دلوفتي.. احنا اتبلغ عندنا ان فيه جريمة قتل حصلت.. والواد (احمد الفوال) امين الشرطة بعد التحريات و الحاجات دي كلها اللي ممكن نقول عليها روتين البوليس لقي في مسرح الجريمة كارت.. كان بعيد عن الجثة وفي نفس الوقت مد ايده و اخده و نسي يسلمه لما اتلخم في طلباتنا من (شاي) و(فطار) في السكة و الكلام ده كله.. وبعد كده جا يستسمحني اسامحه.. طبعا هو عمل مصيبة و ممكن (النيابة) زي منت عارف تخرب بيوتنا جميعا.. فمكنش مني غير اني قولته حرزها مع باقي متعلقات المجني عليه.. وبعد كده خفت يتوجهله لوم و حيتوجهلي انا كمان لوم قولتله هات الكارت.. و حطيته في درج مكتبي !
- (عمر) انا حاسس كده انكم بتحققوا في كلب ميت ولا في ازمة طابور عيش... ايه يبني اللي بتقوله ده؟ يعني انت عاوز تفهمني ان الكارت ده اتنقل من ايد (الفوال) لأيدك كده وبعد كده انت حطيته ببساطه في الدرج.. لا و بتسألني عن تفاصيل للكارت.. !
- و اقولك كمان ان موضوع الكارت ده بقالة حوالي سنة كده بعد ما القضية اتحفظت و انتهي التحقيق و (النيابة) قالت انها قصة عادية بتحصل مليون مرة..
- طب ايه مشكلتك بالظبط؟
- مشكلتي ان الكارت اللي معايا معلهوش اسم بنك ولا أي بيانات بإسم صاحب الكارت عامل زي كارت (مينا تل) بتاع زمان كده.. هو عليه رقم لكن انا عاوز استعلم عنه وعاوز اعرف حسابه في اي بنك و ايه المعاملات اللي تمت عليه.
- (عمر) انت عاوز الكلام ده بصفة رسمية ولا ايه؟
- (سيمبا) انت حتهزر..! مقولنا القضية اتخفظت..
- طيب لما تجيب الكارت ولا التفاصيل قولي ماشي..
- واقولك ليه الكارت اهو في جيبي..
ثم قام ببساطه.. مدخلا يده بجيبه الأيمن مخرجا للكارت ووضعه امام المنضدة قائلا:
- اتفضل يا سيدي..
نظرت بكل حرفية وبكل ملل الي الكارت مقلبا اياه في يدي.. الا اني لاحظت ما هو غريب حقا.. قلت لـ(عمر) ببساطه:
- (عمر) الكارت ده مستحيل يكون كارت بنك..
- امال ايه ؟
- و كارت بنك فعلا و مصري..! لكن..
- لكن ايه يبني..؟
- الكارت ده عمري ما شوفت زيه.. 
- !
- طيب بص سيبهولي وانا حشوف حعمل ايه..
- طيب تمام.. المهم عملت ايه في حوار الواد (مصطفي العطار)؟
- ياعم الواد (مصطفي) ده خنقني بجد..
و ظللنا نتجاذب الحديث عن (مصطفي) ونذالته.. و نسيت الكارت في جيبي..
تماما.. وعندما اقول لك نسيته.. فهو في جيب محفظتي.. لمدة تقرب حاليا من العامين !
نعم احدثك كما تقرأ..
من عامين ولم حتي اقم بتبديل محفظتي.. او البحث بداخلها..
وكذلك تناسي (عمر) موضوع الكارت وموضوع (مصطفي) والمزيد من المواضيع الأخري..
حتي جاء ذلك اليوم..
***
يتبع..

بعض من ترهات قلمي..

احيانا..
نكتب..
واحيانا.. نتوقف.!
احيانا تتملكنا الرغبة في كتابة مئات السطور.. وربما الآلاف..
و احيانا كثيرة نفضل الصمت..
وتمر الحياة..
من خلال اصابعنا..
تحتك بنا فتذكرنا بشئ مضى..
كذكري خاطفة..
فربما كلمة تخرج من أحدهم..
تصطدم بحاجز قلوبنا..
فتهزه في عنف..
وأحيانا كثيرة..
نفضل السكون..
والنظر من شرفه الأحداث..
لكل ما يدور حولنا..
سنة الحياة وماذا نفعل معها ..؟
نحيا لبرهة من الوقت..
ثم تُخلد ذكرانا لدقائق معدودة..
ثم لا نكون بعد ذلك.. الا صورة قد يحتفظ بها احدهم في مخيلته..
لن تدوم طويلا..
فبمجرد سنوات.. سيصبح احدهم كذلك ايضاً ذكري..!
و لن يتذكر احد ذكريات قد ماتت من آلاف السنين..
استنشق عبير الأيام وحدي الآن..
وقد مرت بي السنون..
و قد كنت ولازالت معتقد اني تملكتها..
وهي ببساطه تملكتني و تملكت كل شئ..
اجلس علي الاريكة شاردا..
منتظرا..
للاشئ..
فأمسك قلمي..
لأخط به ..
بعض من ترهاته...

محمد سلطان 6/2020

الأحد، 20 أكتوبر 2013

حوليات : تدوينة 1 : قبل رفع الستار

الكل يتنظر ..
البعض يأكل .. و البعض يتحدث .. و البعض يضحك بصوت عال ..
الكل في الانتظار ..
انتظار رفع الستار ..
و هو من بعيد يقف وحيدا .. 
يدخن سيجارته في صمت .. في ثيابه الرثة القديمة ..
عيناه مثبتتان علي شيئا ما وراء الستار ..
عينيه كالصقر ..
كأنه صورة ثابته من فيلم ابيض و اسود ..
الدخان فقط يتطاير ..
تبدأ الموسيقي .. ثم تبدأ في الارتفاع تدريجاً ..
إذن هي موسيقي الافتتاح ..
الجميع يخفو صوته ..
الجميع يصمت ..
الجميع يترقب ..
الآن حان الوقت ..
انه رفع الستار ..
الآن و بعد تجارب مريرة مع كل مشاهد سيرفع الستار ..
البعض يتذكر في هذه اللحظة كيف حصل علي تذاكر الحفل بأعجوبة ..
بعضهم صدق .. و البعض لم يصدق ..
و هو في مكانه يتسائل ..
هل حقاً سيبدأ العرض ؟
هل حقاً سيري كل واحد من الحاضرين نفسه بدون قناع !!
هل سينكشف الكذب عن هذا العالم عند رفع الستار ..
هل سيعرف كل شخص من الذين قطعوا الالاف الكيلومترات الحقيقة اليوم ؟
حقيقة الحقيقة !!
حقيقة شغفتهم فضولاً ..
انه عرض الحقيقة المجرده ..
الحقيقة دون زيف او خداع او قناع ..
انه يوم الحسم ..
يوم تتوقف فيه دوائر الحظ و المجاملات و النفاق ..
انه يوم الرؤي البعيدة ..
رؤي الحقيقة .. و لا غيرها ..
هو وحده هناك صامت كالجبل ..
لا يتحدث و لم ياتي مع صحبه ..
هو وحده من شغله العقل و المنطق ..
انه يؤمن انها اكذوبه ما ..
هو لا يعرف لماذا يعتقد انها كذلك غير انه يراها كذلك !!
هو يتوقع الفشل ..
حملة التسويق للحفل التي اخذت اكثر من 6 اشهر اتت ثمارها ..
لايوجد مكان لقدم ..
هو يدرك ان الموضوع مجرد دعابة سخيفة او طريقة للإحتيال علي اموال التعساء ..
شيئا مارغم كل ذلك يقلقه ..
لا يعلم لماذا ..
و فجأة ..
اظلمت الانوار .. بدأ في الارتعاش قليلا و تتزايد درجه حرارته ..
هو الفضول و الخوف من المجهول ..
و بدأ رفع الستار ..
بدأ تدريجاً ينزاح لأعلي ..
الكل يتسابق بنظره ليري ما توريه الستائر ..
 حتي الآن الاسود هو سيد كل شئ ..
الصمت يقتل الجميع .. و يقتل الشاب بدوره من القلق ..
و مازالت الستائر تعلو ..
و الظلام هو الحاكم و القاضي و المذنب ..
رفع الستار علي ظلام ..
و بدأ هناك بصيص من النور خطف الأبصار ..
الكل يتابع بفضول الدنيا .. و كأن الزمن اعلن توقفه ..
البصيص يزداد .. و تتسع بؤرته ..
ثم يخيل للحضور ان هناك ظل بداخل البصيص ..
لكهل ما .. شيخ او واعظ او حاخام ..
لا احد يدري .. لا احد يري التفاصيل بوضوح ..
بدأ الضوء يخقت و الاضاءة مازالت مغلقة ..
هو يقف امام ما تبقي من النور مباشرة ..
لا احد يري وجه ..
لا احد يدري من هو ..
هو يقف .. و ينظر الي الحضور ..
و بصوت رخيم كصوت الثلج ان تخيلنا له صوت ..
يسمعه يقول مرحبا !
ثم يستدير ليعطي الحشود ظهره ..
و يتحدث كإنما يخاطب نفسه قائلاً ..
- الجميع ينتظر هذه اللحظة منذ اشهر ..
 والجميع اشتري التذاكر قدر قيمتها بعشرة اضعاف .. لمجرد اني سأحكي لكم قصة الحقيقة ..
حقيقة وجودنا هنا ..
وجودنا في هذا العالم .. حقيقة كل شئ ..
كل ما حولنا .. كل ما نخاف منه و كل ما نحبه ..
انا اعلم ان الجميع هنا يريد الحقيقة و لا غيرها ..
دعوني اقل لكم شيئا ما ..
يلتفت الآن ليواجه الجمهور و كأنما يري اعين المتلهفين حوله قائلا بهدوء:
ماذا تريدون ان تعرفوا ؟
الصمت مخيم علي المكان .. الهمهمات بدأت تتصاعد ..
الصخب يرتفع .. الكل يرفع يده و يتكلم في آن واحد ..
هو لا يستمع الي اي احد .. هو ينظر الي الغريب في زاوية المسرح ..
ذلك الشاب ذو السيجارة الصامت ..
يتحرك الي حافة المسرح متوجها إتجاهه قائلاً بصوت رتيب اخرس الجميع :
- انت !! قل لي ما تريد ان تعرف ؟
الشاب لم ينبس ببنت شفه ..
الشاب في مكانه حتي الآن .. ينظر بدوره و داخله يدور الف سؤال ..
هناك سؤال حضر له كثيراً ليعرف اجابته ..
يتخذ قراره بان يخمد نيران سيجارته تماماً تحت خطوات اقدامه و هو يتقدم بثبات الي المسرح ..
ماراً بصفوف الجماهير ..
يقف ما بين الحافة و ما بين درجة المسرح الكبيرة ..
يحاول ان يتبين ملامح الشيخ.. لكن بلا جدوي ..
نظر الي الظل مكان عينيه و قال بصوت عال:
- اريد ان اعرف لماذا انت يا شيخ هنا ؟ و لماذا ..
قاطعه الشيخ قائلاً :
- طلبت منك سؤالاً ياولدي .. و ليس اكثر .. القاعة ممتلئة كما تري ..
- انا هنا لكي اثبت لك ان الامر ليس اكذوبة تسويقية او خلافه .. إبتسم الشيخ و ادار وجهه مره اخري ..
و الشاب في قمه حيرته .. و الخوف بدأ يتسلل اليه ..
هل اضاع الفرصة الوحيدة لكي يسأل هذا الشيخ الغامض ..؟ 
لماذا اضاع عليه فرصة ان يكمل سؤاله ..
نظر الشيخ لأحد الحضور و استمع لسؤال مغزاه .. لماذا خلقنا في هذه الدنيا ..
و يجيب الشيخ ببساطه : خلقنا لكي نسود الدنيا !
و ينتظر سؤالا آخر .. احدهم يسأله : لماذا نموت ؟ فيجيب لكي ننعم بالحياة ..
احدهم سأله عن الساعة و القيامة .. و الشيخ يجيب بكل بساطة : لم يحن وقتهما بعد !
بدأت اسئلة الجميع في النفاذ ..
البعض بدأ يستائل عن اشياء من قبيل - هل (نادية) تحبني حقاً ؟
- هل ساموت السنة المقبلة ؟ 
- هل سأنجو من فعلة قمت بها ؟
و الشيخ يبتسم و يضحك و يجيب ببساطه ..
و الشاب يقف في ذهول ..
يحترق كما احترقت سيجارته منذ قليل ..
اجابات الرجل منطقية و بسيطة ..
هو لا يدعي انه كاذب و لا يستطيع بالمثل ان يدعي انه  صادق ..
هناك امراً ما .. هذا الرجل ليس بآله ..
هذا الرجل ليس بنبي و لا بشيطان ..
بدأت تتسارع دقات قلبه ..
هل هو خوف ام انه امام حالة فريدة من نوعها ..
اين الشرطة لتقبض علي هذا الدجال ؟؟ الغريب انه سمع ان اكبر القيادات حاضره هنا.. و تسأل ..!
 لو قام بالصعود عنوة سيقوم الجميع بإنقاذ الشيخ ..
و اذا قام بالحديث مرة اخري فلن يسمح له الحضورو قد يطرد ..
خاصة انه يعلم ان هناك سؤالاً واحداً فقط لدي كل شخص ..
ينظر الشيخ الي الجميع نظرة عامة و يقول : انتظر آخر سؤال و سأرحل الي الأبد ..
تتسابق الايدي و تتعالي الصيحات ..
و حينها اتخذ قراره و ليحدث ما يحدث ..
ينطلق يعدو نحو خشبه المسرح .. في قفزة واحده اصبح يواجه الشيخ ..
لم يستطع الامن ان يوقفه او اي شخص آخر ..
و قبل النطق بأي حرف هوي علي راس الشيخ بلكمه اودع فيها كل خوفه ..
فلم تصطدم به كإن بينه و بين الشيخ اميال .. جعلته يحدق اكثر في الشيخ ..
الشيخ يتراجع ..
الأمن يطوقه من كل مكان ..
الشاب يصرخ : انت لست بشرياً انت مسخ .. انت مسخ ..
تتعالي الضحكات و صيحات الغضب من الحضور ..
كيف يجرؤ احدهم ان يفعل هذا ممن له الفضل في كشف كل تلك الاسرار ..
يضحك الشيخ و يطلب من الأمن ان لا يبتعدوا بالشاب  اكثر من ذلك و يطلب منه ان يسأله سؤالاً أخيرا ..
يتلعثم الشاب و العرق يتصبب من كل قطره في جسده ..
يجد نفسه يسأل لا ارادياً : 
- من انت ؟
يضحك الشيخ قائلاً :
- انا من يكشف الحقائق ايها الشاب ..
و يختفي الشيخ ..
و يجد الشاب نفسه خارج المسرح و الامن يذهب به بعيداً ..
و في ركن بعيد يضحك مخرج المسرح لفريق الاعداد ..
فاليوم كانت اول تجربه مسرحية ناجحه له ..
يذهب الي خشبة المسرح ليحي الجمهور الذي هتف بإعجابه بالمسرحية ..
يعود ليسأل مدير امن المسرح بإستغراب :
مال هذا الشاب الذي جري الي ممثلنا المشهور في محاولة للصعود علي المسرح ؟ بينما المسرحية في منتصفها ؟
يضحك مدير الامن قائلاً : لا اعلم لماذا فعل ذلك .. ربما المشهد الكوميدي جعله يحاول ان يقبل نجمنا الكبير ..
لا تقلق من شئ .. فهو لم يصل اليه و قد احتوينا الأمر .. و  اليوم الاول لعرض المسرحية تم بسلام ..
و هناكمعلومات ان هذا الشاب يعاني من فوبيا الظلام و يتخيل اشياء تحدث ..
لم ياخذ موظفي الشباك احتياطهم هذه المرة في الابلاغ عنه و  الامن انشغل بسبب الجمهور.. هو مشهور بوجودة دوما في العرض الاول لكل مسرحية .. و محاولته دوما في كل العروض اعتلاء المسرح و الهجوم علي الممثلين ..
و لكن مع كل شئ العرض كان ناجح  !! اهنئك يا سيدي ..
في هذا الوقت كان الشاب يركض بعيداً ..
دموعه تاكل ما تبقي من وجهه .. يسمع توعدات الامن ان المرة القادمة سيكون مقره مستشفي المجاذيب ..
لماذا اضاع هذه الفرصة من بين يديه ..
 لماذا يحاول الناس دوماً معرفه الحقيقة وهم يعيشون بالكذب ؟؟؟
يعرف ان الشيخ يبتسم في مكان ما ..
و يعرف انه سيحضر حفل الغد ..
بسيجارته العتيقة ..
و بملابسه الرثة القديمة ..
و بآخر قطع نقدية يتحصل عليها هذا الشهر ..
كي ينعم بالسؤال مرة اخري ..
علي خشبة التمثيل .. او كما يسميها خشبة الكذب علي التعساء ..
و يوماً ما سيأتي رجل الامن الذي سيقبض علي الشيخ و من يعاونوه هذه المرة بدلا من القبض عليه..
يوماً ما سيفعلون اكيد ..
و يوما ما سيسأل سؤاله للشيخ و يكمله للنهاية دون ان يقطاعه بحجه ان السؤال سؤال واحد..
لماذ انت يا شيخ هنا ؟؟ و لماذا تأتي كل يوم لي  في كل مكان عندما تظلم الانوار و يرفع الستار؟ !!!



الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

غَـيّـرها .. الجلسة الاولي ..

الكلمات  اللي بين ايديك دي مش روشته علاج و لا مرجع علمي او طبي او حتي ديني ..
اولا انت سليم .. لو كنت بتسأل يعني .. يمكن مش 100 100 .. بس انت سليم 
بديل انك عارف ان فيه حاجة محتاجة تغيير (ع حد تعبيرك) و انا مش بتكلم من منطق الطبيب و لا العالم بامور الغيب .. 
بما انك حاسس ان حياتك فيها حزن و فيها شئ من الخوف و الزعل و عدم الاطمئنان ده بيخليك في حد ذاتك سليم طالما استشعرت الكلام ده كله :) شوفت الموضوع ببساطه اهو
إتفقنا علي التعمق ..
اول حاجة انت محتاج تعرفها انت مين ! و نفسك دي عاملة ازاي .. شكلها عامل ازاي ..
اول حاجة لازم تجهز للقاء خاص ..
اختار المكان المناسب عشان تتكلم معاها ..
اختار مكان لنفسك !! ايوة .. اختار المكان المناسب المحبب لقلبك عشان تتكلم معاها ..!!
جواك كده اختار .. ممكن قعدة جميلة علي ضوء الشموع مع موسيقي هادية ..
او حتي تمشية ع البحر ساعة مغربية ..
و لا علي كنبة وثيرة مليانة دباديب !!
انت اللي حتحدد ايه اكتر مكان انت بتحبه و بترتاح فيه ..
خدلك في خيالك مكانين ..
مكان لشخصين ..
انت مع نفسك ..!
هي حتيجي دلوقتي .. نفسك من غير كل المكياج اللي انت بتحطهولها كل يوم ..
نفسك المجردة ..
فسك اللي علي سجيتها .. بعقلية طفل في الثالثة من عمره و حب المولود لأمه .. و عشق المحبوب لعشيقته ..
نفسك اللي عباره عن كتلة من المشاعر .. من غير قيود من غير اي حاجة تفسد طبيعتها ..
اول ما تحاول تفتكرها كده ..
بص في وشها .. يمكن لسة حتلاقي كام قناع عليها ..
يمكن تلاقي وشها مليان ردوش و خدوش ..
يمكن تلاقي وشها فيه حزن و دموع ..
و يمكن تلاقيها ساكته مبتتكلمش ..
ممكن تلاقيها عاوزة تترمي في حضنك ..
ممكن تلاقيها شاردة و مش عاوزة تبص في عينك حتي ..
المهم انك تحاول تشوفها ..
افتكر كل حاجة كنت بتحبها من و انت صغير كده ..
كتاب قديم و لا لعبة و لا حتي فيديو جام ..
افتكر اكتر لون كنت متعلق به .. اكتر شغلانه كان نفسك فيها و انت عندك 6 سنين ..
افتكر كده و انت بتستهجا الف باء ..
افتكر كده اكتر اغنية حبتها و رقصت عليها و انت صغير ..
افتكر لمة اولاد الجيران  حواليك زمان ..
لمة عيلة و قرايب ..
صديق حاطط دراعه ع كتفك ..
سندوتش اتقاسمته مع حد بتحبه ..
اول بوسة اديتها لحد او حد اديهالك  و انت صغير و كنت خجلان  ..
طيب اكتر جول دخلته لما كنت بتلعب في الشارع ..
لما كنت بتفرقع البومب و الصواريخ ..
طيب لما كنت بترسم في الكراسة ..
لما كنتي بتقلدي مامتك .. او اختك الكبيرة ..
اول مرة حطيتي فيها روج ..
اول مرة حلقت فيها دقنك ..
اول مرة كنت عاوز تبكي ع البحر ..
اول ما كنت بتسمع ان بكره اجازة .. و آخر يوم امتحانات ..
اول ما كنت بتستني مسلسلك المفضل .. اكتر فيلم كنت بتحبه ..
اكتر حد كنت بتحب تشوفه و متعلق به و انت صغير..
اكتر لعبه كنت حريف فيها ..
ها ؟؟ ايه رأيك ؟؟
مش قربت تشوفها ..
طيب اهي قدامك ..
كلمها بقي .. 
قوم .. احترمها و قعدها ع الكرسي اللي قدامك ..
متندفعش في اللقاء معاها ..
ممكن تسيبك للأبد ..
قعدها في المكان اللي تختاره هي .. اصلها ممكن تغير المكان ..
قوم اطلب لها حاجة ..
مش لازم تكون حاجة تشربها ..
ممكن تكون حاجة بتحبها ..
دور في اوضتك ..
في درج دولابك .. في مكان كده انت شايل فيه حاجات ليك من الصغر ..
انا عارف المكان ده .. اللي فيه ورق مطبق و فيه كام ميدالية علي كام هدية ..
و لا فيه موضوع تعبير من 15 و لا 20 و لا حتي 30 سنة ..
فيه رسمه ليك .. فيه حاجة كنت شايلها من و انت صغير ..
لعبة و لا دمية ..
لو ملكش خلق تدور ..
روح امسك البوم صور عيلتك ..
و افتح اول صورة كنت بتضحك فيها و انت في جنينه الحيوانات ..
 و لا في المدرسة بالمريلة ..
اسحب حاجة من دول كده .. و خليها جنبك ..
اديها لنفسك .. اطلب منها انها تبص فيها .. انها تحتويها ..
انها تسرح و تفتكر الايام الجميلة دي ..
اديها حاجة من اجمل الحاجات اللي كنت بتمتلكها بنفسك ..
خلاص اديتلها الهدية و قعدتها في اقرب مكان حلو ليك و لنفسك ..
انا عارف ممكن تكون بينك و بين نفسك متأثر او الموضوع ميفرقش معاك لسه ..
بس اللي متأكد منه انك عندك اجمل مكان بتحبه ..
و عارف كمان انك عندك اجمل ذكري ملموسة ليك و انت لسه بمنتهي البراءه ..
قبل الزمن ما يرمي التراب و حمله التقيل عليك ..
متبخلش علي نفسك ..
انك تبدا معاها الكلام ..
انك تشوف جواها ايه اللي مخليها حزينة اوي كده ..
بس متسألش سؤال مباشر ..
عشان الاجابة حتوصلك بطريق غير مباشر ..
تحب تشغلها اغنيه ايه دلوقتي ؟؟
انت بتتريق عليا ؟ و الله مش خسارة فينا ننا نحب نفسنا .. و ندلعها ..و نكلمها كمان ..
مش خسارة اننا نحضنها اوي في الوقت ده ..
اسيبك في اول جلسة كده مع نفسك ..
ايه ؟؟ آه..  انت كنت مفكر ان الجلسة دي حتبقي معايا و تمدد بقي ع الشازلونج و الحوارات دي ..
لا طبعا .. انا مليش ف الكلام ده و لا مؤهل له ..
انا اصلا معرفش ايه اللي حيدور ما بينك و ما بين نفسك ..
كل اللي اعرفه انك قاعد بعيد في حته معرفهاش عنك .. انت بس اللي تعرفها ..
و قاعد مع حد كان هو نفسه يبقي معاك اللحظة دي ..
اعتقد من الرخامة اني اطول ..
و مش حطلب اتنين لمون .. انا معرفش انت محتاج ايه ..
و لا هي بتحب ايه ..
و زي ما قولتلك اتأمل فيها و بص عليها كده .. و بلاش تسأل ع طول .. 
استمتع باللحظة ..
عن اذنك !
M.Sultan


الأحد، 18 أغسطس 2013

غَـيّرها .. قبل الجلسات

الحياة و الدنيا و اللي حوالينا ..
كل يوم حاجة فينا بتتغير و كل يوم حاجة فينا بتروح و حاجة بتدخل حياتنا ..
المتغيرات كتير و الدوائر اكتر .. و تاهت وسطنا معاني و حاجات كتيرة بقالنا كتير مشوفنهاش ..
الزمن و الوقت و الحياة ,  الملل و الحزن و الاكتئاب ,  الحلم و السعادة !
كل حاجة اتمنيناها .. و كل حاجة ماخدنهاش .. و كل حاجة حلمنا انها تبقي عندنا و معرفناش ..
كل ضحكة و كل دمعة و كل لحظة غضب او لحظة انتظار ..
انت بتتخنق .. مش شايف غير الرمادي .. اي نعم مش ع طول .. بس مسيطر ع اغلب اوقاتك ..
 وبتقول اتخنقت . تعبت .. محدش داري بيا غير اللي خلقني ..
نفسي اغير حياتي دي !! 
و كام مرة مسكت فيها  ورقة و قلم  كتبت انت عاوز ايه .. 
كا مرة ريحت ضهرك لورا او حتي قبل ما تنام و انت بتتخيل نفسك ايه ؟
بتهرب من الواقع كام مرة ف اليوم ؟
بتحلم بأيه و مش قادر تستغني عنه ؟
كام مرة لفت انتباهك كاتب في السوق اسمه غير حياتك و لا  الرضا وا لسعادة و لا حتي كتاب كيف تصبح مليونير !!
بدور ع السعادة في حياتك ..
او عاوز تحقق الحلم اللي جواك ..
حلم انك تبقي واحد تاني غير الواحد اللي قدامك ..

فيه زعل بيكسر الواحد اوي .. ده بيبقي سبب
و ساعات الواحد لما بيفرح مبيقاش عاوز الوقت يعدي و ممكن يحسد نفسه ع الشعور اللي طلع منه ده !! و ده كمان سبب
و ساعات مبيكونش فيه سبب عشان التغيير غير انك مش راضي .. و ده في حد ذاته سبب و لو حتي اللي حواليك قالك احمد ربنا ع النعمة اللي انت فيها دي غيرك مش لاقيها ..

حتقولي عاوز اتغير .. حقولك عاوز تتغير لإيه ؟
كاره نفسك ليه كده اوي ؟
اصل انا فاشل مش ناجح ..
اصل انا اتجرحت في الدنيا دي كتير .. اصل انت مش حتفهم اللي جوايا ..
اصلي كان نفسي اعمل حاجات كتير اوي و معملتهاش !
حقولك ياتري الحاجة اللي عاوز تعملها دي هي فعلا اللي عاوز تعملها ؟
ياتري انت فاشل فعلا .. طيب و لو انت حاسس بالفشل كده و عاوز تغير من نفسك تبقي فاشل ازاي ؟؟ !!
حتفولي الظروف اللي حواليا و الاوضاع و كان نفسي اتولد حد تاني او كان نفسي ادخل الكلية الفلانية .. طب عارف كان  نفسي اكمل مع الشخص ده حياتي دي .. او .. او .. حقولك و هو انت يا صديقي حتغير الظروف اللي خلاص وقتها عدي و فات ؟ و لا انت لما كان عمرك يوم كنت بتختار حاجة ؟
اتعمق معايا ..
حبه تعمق ..
تعالي جواك و جوايا نتعمق ..
مفيش حاجة اسمها كتالوج للتغيير .. انت مش حتغير بوجيهات عربية ..
مفيش حاجة اسمها اسال حد يعرف اكتر مني ..
انت تعرف اكتر من اي حد ربنا خلقه عن نفسك ..
انت الواحيد اللي دخلت نفسك و سبحت جواها و عارف انت عاوز ايه ..
طيب الفكرة ايه ؟

الفكرة انك لازم تقعد مع نفسك و تتعرف عليها و تتكلم معاها ..
مش جنون و الله ..
بخطوات بسيطة من حد مش عاوز يخليك تشتري كتابه و لا تتفرج ع برنامجه و لا عاوز منك اي حاجة غير انه عاوز يساعدك ..
عارف ليه ؟
حبقي اقولك في اخر جلسة (لو تحب تسميها جلسة علي غرار الاطباء النفسيين) ..
بس دي مش جلسة علاج ..
دي جلسة بينك و بين حد طول عمرك مفكر انك تعرفه و تكتشف فجأة انك متعرفش عنه حاجات كتيرة ..
الحد ده نفسك .. و الحد ده ممكن يكون فيه ناس شايفاه اكتر منك .. بس متعرفهوش زيك ..

تعالو كده نوطي صوت الدنيا ...
و نقفل علي نفسنا صياح الوقت و الزمن ..
كام سطر اتعمل ليك انت .. لهدف واحد و هو انت !!
خدهم لنفسك .. احضنهم جامد اوي في قلبك..
اهدي و اركز و انسي حالة الغضب اللي عندك .. و انك مش راضي ع نفسك ..
او حتي الغرور مخليك مش عاوز تعترف انك مش راضي حتي !
لو بدأت تريقة او امتعاض او حتي تكذيب..
فانت مش خسران حاجة .. و انت لو قريت الكلمتين دول في الاول ..
حتلاقي نفسك عاوز تقرا للنهاية .. و النهاية ..
جاهز ؟؟
متأكد انك جاهز ؟؟
ع بركه الله 
!!!

الثلاثاء، 8 يناير 2013

حلم صاحي ..

اوعي لما تتألم تأن ..
ولما تزعل .. من الزعل تتجن ..
الامل يا صاحبي حلم صاحي ..
لو ضاع منك ايه يبقاله طعم ..
في دنيا عادي..!

*سلطان*

الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

علم في المتبلم يصبح كافر !!!



علم في المتبلم يصبح كافر !!!
قالولنا زمان : مش الغلط انك تعمل حاجة غلط .. الغلط .. انك تكرر نفس الغلط
الغلط .. انك متتعلمش من  الغلط ..
و انا شايف ان اكتر حاجة بتنطبق عليها معايير الغلط .. هي العند ..
عشان العند في حد ذاته بيولد الكفر زي ما قالولنا برده ..
 فمبدأ العند غلط .. و نتيجته المعروفة اللي مش بنتعلم منها (الكفر) غلط ..
مش الكفر المرتبط بالدين بس .. الكفر بمفهومة الشمولي ..
الكفر بمبدأ .. بسياسة .. بقرار .. بإيدولوجية .. بجماعة .. بفكر .. كفر بقي!!
و العند مستويات .. فيه عند مع نفسك و عند مع الآخريين ..
 و دي بتعمل مشاكل اجتماعية و نفسية .. بس المشكلة في العند بجد ..
هي العند مع الشعب ..
حتكفر ساعتها بسياسة الحاكم و ايدولوجيته .. بقراراته .. بشخصيته .. باللي يتشددله !!
و المشكلة الاكبر من وجهه نظري في اللي بيتشددله بقي .. حيتولد مع الكفر .. فرقة ..
 يعني المحصلة بقي : غلط و كفر و فرقة .. و كل ده لمجرد ان الحاكم عاند مع الشعب  و مقدمش تنازلات ..
سواء كان العند له سبب ديكتاتوري .. او ارضاء للي بيتشددوله .. او فرض سيطرة و اثبات ذات ..
لكن زي ما اتفقنا ان مبدا العند غلط  من الاساس .. فمفيش حاكم حيعاند من اجل سبب نزيه او مصلحة عليا ..
و مصيبة العند دي اكبر من اي تخيل .. لإنها مصيبة عايشة فينا من زمان اوي ..
مش من  اول ما  الثورة قامت ..
و لا من بداية حكم العسكر..
و لا حتي من الف سنة ..!!
مش انا اللي بقول كده .. ده التاريخ اللي بيقول ان مشكلة الفرقة الناتجة عن العند ظهرت من اول التدوين..
من ايام الفراعنة و الله اعلم يمكن موجودة قبل منهم!!
و الاغرب ان كان سبب العند في مصر .. الدين !!!
امنحوتب و اخناتون و مينا .. و محاولاتهم لتوحيد الصف و لو علي ارواحهم تشهد علي كده..
و الكهنه و موتهم ع السلطة بتشهد برده ع كده ..
 بعد كل انتفاضة من دول كانت الكهنة تيجي و تتسلط و تتآمر علي الشعب ..و تخوفهم بالكلام عن الجنة و النار
 و اللي مش حيسمع كلامهم حيتسحر او تترمي عليه تعويذه ..
و تكتشف الناس ان الكهنة دول افاقين .. و تقوم ثورة تاني ..
و تدور الساقية.. و تضخ الدم في الشوارع من جديد..
  فيه حقيقتين مهمين اوي في الشعب المصري : اولهم ان احنا شعب متدين بطبعه .. و بندخل الدين في كل حياتنا
 و الحقيقة التانية إن كل واحد فينا جواه فرعون .. بيعشق السلطه .. بيعشق الحكم .. و لما بيحكم بيعشق العند
فكلنا عندنا ميل للعند ..
الحاكم بيعاند في قراراته .. القوي الوطنية بتعاند بطبيعتها .. الشعب يعاند .. و حتلاقي الاسرة كمان تعاند ..
و بتتقل عدوي العند بسرعه البرق ..و يختلط الحابل بالنابل .. و تتوه الحقيقة ما بينا ..
و الراجل البسيط في الشارع يسال مين صح و مين غلط .. و لا مين بدا بالغلط ..
 و يكون مستعد للإستماع و الامتثال للخرافات .. و تزيد الفرقة و الفجوة ما بين شعب واحد..
نخسر .. و خسارتنا مكسب لعدونا ايا كان هو مين العدو ..
نتخلف .. و غيرنا يتقدم .. الغريب انك عارف الكلام ده كله .. و عارف إن قوتنا في وحدتنا فعلا !!
و الغريب انك عارف ان الصهاينه ماشيين ع مبدأ (فرق- تسد) لحد دلوقتي ..
هي لعنه من نوع ما .. بدات اصدق كده فعلا!!
تحصل مشكلة من هنا ..
 فصيل يحتكم للدين ..
 فصيل يعارض تماما ربط الدين بالدولة ..
فصيل ينادي بالحريات ..
و فصيل شايف ان السيطرة متبقاش الا بالقوة ..
و يبدأ الصدام .. و تزيد الخسارة .. خسارة لايمكن تخيلها ..
خسارة متخلكش عارف ازاي كانت مصر  7000 سنة حضارة 
و ملتقي الانبياء ..و ام الحضارة .. منارة العلم في العالم ..
 و اول من وضعت مصطلح .. هم المصري فيها دلوقتي لقمة عيش نضيفة !!
الخيبة مبنتعلمش ..
الحقيقة بتكون قدامك و بتصر انك تجرب من جديد
مبنتعلمش ازاي نتفق .. و ندافع عن التوحيد
نسينا ان الفرعون الظالم له دايما نهاية
و السلطه مهما كبرت ليها سقوط ..
و مهما استخف فرعون او كاهن او مملوك او رئيس او حاكم بقومه ..
الارض حتتخسف بيه .. او يتخان من اقرب الاقربين ليه .. او ثورة تقوم عليه ..
و لا بيكون الحاكم بعدها موجود  و لا اللي بيتشددله ..
و كل اللي بيفتكره التاريخ .. إنه مسمعش .. متحاورش ..
رفض ان يكمل البعض بعضه .. رفض التوحيد ..
رفض ان كرسي مصر تسنده اكتر من رجل و من ايد ..
في الاغاني و الاناشيد بس بنوحد بعض و بنفكر بعض .. ان كلنا مصريين ..
مع ان الغريب في الموضوع ده ان الصهاينة و اليهود عارفين معني التوحيد  ..
عارفين انهم رغم اقليتهم .. يقدروا يتقدموا .. يستمروا في غزوهم .. يستمروا في تخطي الآخريين..
لإمتي بقي حنفضل نعاند و نكفر ببعض .. لإمتي حنفضل بمنتعلمش ؟؟
M.Sultan
 10-12-2012