الاثنين، 25 يونيو 2012

انا موجود منذ بدء الخليقة .. و موجود بداخلك !! التدوينة رقم 7

أتكلم عن نفسي .. ربما لا تعرفني .. و لكني موجود منذ بدء الخليقة .. و موجود بداخلك !! انت لم ترني حقيقة و لكنك تتذكرني في احلك المواقف .. تلك المواقف التي قد تؤمن بوجودي فعلا و تستدعيني حينها .. او تستسلم فيها لمتاهة الطريق و السقوط في البحيرة المظلمة .. لتعلن نهايتك .. 
 كل يوم امتطي صحوة جوادي .. ارسم الكلمات بحوافره لاتركها لك دائماً لتراها في الوقت المناسب.. هي .. كلمات لا يوجد لها معني .. كلمات لا يوجد لها شكل .. كلمات تكمن في اعمق الأعماق .. ربما تأتيك في إبتسامة طفل .. او قطرة ندي قبيل الفجر .. و ما يميزها دوماً أن احرفها من نور .. رغم أرضك المبللة .. و ليلك المظلم .. اهبها إليك لكي تستدعيني حين تؤمن بي فقط ..!! 
لازلت واضعاً القناع فوق وجهي .. و انت لازلت تخاف ان تري وجهك الحقيقي في صفحة الماء .. قد تكون من الداخل وهنا ضعيفاً .. و لكنك لست بالتأكيد لا تملك العقل و الحكمة .. اتمهل .. و اقف .. انزل .. أقترب من صفحة البحيرة المظلمة .. أنظر إلي قناعي .. منتظراً ان انزعه ..فنظرة منه كافيه لتحويل للبحيرة ل روضة غناء.. و لكنك لا تعلم هذا للأسف.. أستل سيفي و اغرزه في الأرض الوحلة .. و اغرق في السكون .. ربما مرت الدقائق .. ربما مرت الساعات .. او بضع سنوات .. لا ادري .. كل ما اعلمه ان بقائي هنا .. بجانب البحيرة هو مكاني الوحيد في طريقك المظلم و في واقعك الذي تهابه .. لابد ان اكون هنا .. خُلقت لأكون هنا .. لإن عدم وجودي هنا يعني ان الشر عليك قد إنتصر و اليأس في قلبك قد انتشر.. في مكاني هذا لا يوجد فجر .. او ضوء قمر .. فأنا اتواجد مع الظلام .. لإني ببساطه بمثابة النور في الظلام ! .. عيناي مثبتتان علي لا شئ .. اغرق في ذكرياتك .. تفاصيل حياتك .. و اسأل نفسي لماذا لا تقوم بإستدعائي و انت تؤمن بوجود رب العباد ..؟ إشارة ما منك .. قد تغير الحال إلي حال .. كل يوم من بدء الخليقة و انا انتظرك ايها الإنسان .. جائتني ملايين النداءات ممن سبقوك.. و لكن للأسف اكثر منهم قد سقطوا في البحيرة او ضاعوا في الظلام .. تشتد قبضتي علي السيف .. أشتاق لمواجهه أعدائك بمنتهي الصبر .. اعلم ان الطريق مازال بعيداً بلا نهاية .. لا اعرف كم تبقي من المسافات او الوقت.. و لا اعلم هل تشعر بوجودي ام لا .. و هل وصلتك كلماتي ام محتها ظلمة الطريق ؟ .. كل ما اعرفه اني اسير هائما تارة و متحفزا تارة أخري .. هذا انا .. يدعونني الأمل .. و اليائسين يصفوني بمحض الخيال .. و لكني هنا .. موجود في جميع الأحزان .. موجود من بدء الخليقة معك يا انسان .. موجود في كل الدوائر و المتشابكات .. في آخر نفس للغريق .. في آخر إبتسامة يوم الميعاد .. إذ نادي علّي احدهم اهب واقفا .. و اعلم تماماً ان سيفي اقوي من اي شئ علي وجه الأرض .. لإني لا انظر إلي الخلف أبدا .. حتي إذا مات من ناداني .. يموت و الإبتسامة لا تفارق شفتاه .. و هذا هو النصر عندي .. انا الأمل الذي يعيش فيكم جميعا دون ان تدركوا قوته .. دون ان تدركوا نوره و كيف قد يرسم الإبتسامة ببساطه.. و يبث الأمان كما لو كان الملايين من الجنود المصيّرة .. هذا انا .. 


هناك 4 تعليقات:

  1. كل يوم امتطي صحوة جوادي .. ارسم الكلمات بحوافره

    أبهرني ذلك التعبير
    كما أبهرتني التدوينه بأكملها
    الأمل .. كما لم نحاول معرفته من قبل

    بداخلي احساس لا ادركه ولكن كلي رغبه في التعرف علي ذلك الأمل

    سعيده بوجودي هنا :)

    ردحذف
  2. انا اسعد بكتير يا شذا و نورتيني بجد .. و متحرمناش من الزيارة:)

    ردحذف
  3. جميييييييييييييييييييييييييل واسلوبك لا يقل جمااااااال عن الفكره والمضمون تحياتى ايها الامير الثائر :)

    ردحذف
  4. بجد انت اجمل يا ريتشارد .. رافع من روحي و الله

    ردحذف